مركز الأبحاث البحريّة

المعمار: برهان طيارة (Arab Engineers and Architects firm)
السنة: 1971 – 1980
المدينة: اللاذقية،سوريا
استعمال المبنى: تعليمي
الحالة: مبني
الفريق –
أُنشِئَ مركزُ الأبحاث البحريّة وفقاً للمرسوم التشريعيّ رقم 2 لعام 1971. وفي عام 1987 تمّ وضع المركز تحت إدارة جامعة تشرين، الجامعة الحكومية في مدينة اللّاذقية. وفي وقتٍ لاحقٍ، عام 2000، تحوّل مركزُ الأبحاث البحريّة إلى المعهدِ العالي للأبحاثِ البحريّة بموجب المرسوم التشريعيّ رقم 426.01
يقعُ المركزُ على رأسِ خليجٍ في السّاحل الشّماليّ لمدينة اللّاذقية مقابلَ ساحلِ الّشاطئِ الأزرق (الكرنك). وهو محاطٌ بمنطقةٍ سياحيّةٍ تحوي مجموعةً مِن الفنادقِ إضافةً إلى قربه مِن الموقع الأثريّ الفينيقيّ "أوغاريت". اختيرَ هذا الموقعُ بَعدَ مسحٍ شاملٍ للسّاحلِ السوريِّ استمرَّ لمدّةِ عام، لتمتُّعِه بالظّروف المناسبة للبحثِ العِلميّ، واحتوائِه على أرضٍ واسعةٍ مسطَّحَةٍ وصخريّة، وانفتاحِه نحو الغرب والشّرق والشّمال، في ساحلٍ غربيِّ الاتّجاه عموماً. فقدْ هدفَ المِعمارُ إلى تصميمِ مَعْلَمٍ ثقافيٍّ مِن شأنه أنْ يمثّلَ ارتباطاً رمزيّاً بالمجتمع العِلميّ عبر البحرِ الأبيض المتوسِّط.02
01 "المعهد العالي للبحوث البحرية،" لا تاريخ، LINK
02 رغد قبلاوي ودانيا الآغا، “مقابلة مع أ.د.م. برهان طيارة،” مجلة 22، آذار 2015. [Raghad Qablawi and Dania AlAgha, “Interview with professor and architect Bourhan Tayara,” Twenty-Two 22 Architectural Magazine, March 2015.]
يتكوَّنُ المبنى مِن ثمانيةِ جدرانٍ إسمنتيَّةٍ غير مَكسوَّةٍ تأخذُ شكلَ شبه منحرِفٍ وُزِّعَتْ ونُظِّمَتْ حولَ فِناءٍ داخليٍّ مربَّع. يُشكِّلُ الفِناء نواةً مركزيّةً تمتدّ منها الأجنحةُ الأربعة المكوِّنةُ للمبنى باتّجاهِ الخارج، مشكِّلةً كتلةً بشكلِ جذعِ هَرمٍ منتصبٍ يحوي أربعةَ طوابقَ رئيسيّة، وطابقاً وسطيّاً فوقَ الطّابق الأوّل، وترّاساً على السّطح. تنتهي الكتلةُ في أعلاها بسقفٍ نهائيٍّ يبدو وكأنّه يطفو فوقَها، حيثُ يستندُ على عناصر متراجعة. بالإضافة إلى ذلك، أضيفتْ كتلتان مربَّعتا المَسقطِ عند كلّ تقاطعٍ لجدرانِ الكتلة.
صُمِّمَ المبنى، بعناصِرِه التنظيميّة والجماليّة، كاستجابةٍ لاحتياجاتِ مركزِ الأبحاث، وكتجسيدٍ لجهود المِعمار لتشكيلِ عمارةٍ معاصرةٍ في سوريا.03 تُجَسِّدُ الجدرانُ المستقيمةُ النّظامَ والتّوازن، ممّا يوفِّرُ إحساساً بالأمان للعاملين في المركز في مواجهةِ البحر المضطرِب. كما يصفُ المِعمارُ انعكاسَ الجدران على مياه البحر بأنّه يشابِهُ الأشرعةَ العائمةَ على سطحِ المياه.04
يتكوَّنُ مَسقطُ المبنى مِن جناحَين متطابقَين يتقاطعان في الفِناء الدّاخليّ الممتدِّ على الارتفاعِ الكامل للمبنى. تُطِلُّ عليه شُرَفٌ داخليّةٌ مِن كلِّ طابقٍ، كما يخترقُه جسمُ الدَّرَج الرئيسيّ. يتحرَّكُ الهواء داخلَ المبنى عبر الفِناء إلى باقي الأقسام، عدا المختبراتِ التي تتطلَّبُ جوّاً داخليّاً مَضبوطاً.05
03 See “Archnet > Site > High Institute of Marine Research,” n.d., LINK
04 قبلاوي والآغا، “مقابلة مع أ.د.م. برهان طيارة.” [Qablawi and AlAgha, “Interview with professor and architect Bourhan Tayara.”
05 “Archnet > Site > High Institute of Marine Research.”
يحتوي الطّابقُ الأرضيُّ على المَدخل الرئيسيّ في الجَناح الأماميّ، وصالة العرض التي تُطلُّ على البحر مشكِّلةً امتداداً للشّاطئ، حيثُ تمَّ تصميمُها دونَ وجودِ فاصلٍ ملموسٍ بين مساحتِها الدّاخلية وشاطئ البحر الصَّخريِّ. يحتوي هذا الطّابقُ أيضاً على غرفةٍ للآلات (المعدّات ومولِّد وغاز وضغط هواء ومركز تحويل).
أمّا الطّابق الأوّلُ فيحوي مدرجاً كبيراً يتّسع لـ 150 شخصاً، وأربعَ قاعاتِ اجتماعاتٍ وبحوثٍ ووُرَش عَملٍ، مع مخزنٍ ملحَقٍ ودوراتِ مياهٍ ومكاتبَ إداريّة، بما في ذلك الأماناتُ ومكتبُ التّسجيل ومكاتبُ الموظَّفين الواقعةُ على تقاطعاتِ الأجنحة.
يحتوي الطّابقُ الوسطيُّ الواقعُ فوق الطّابقِ الأوّلِ على غرفةِ عَرضٍ تعلو المدرج، بالإضافة إلى مستودعٍ على جوانبِه غرفُ معالجةِ وطباعةِ الأفلام، وكذلك مكاتب الباحثين التي تتّصلُ بالمختبرات الجافّة أدناها عَبر دَرَجٍ داخليٍّ. يتضمَّنُ هذا الطّابقُ أيضاً شُرفَةَ داخليّةً تُطِلُّ على الفِناء.
وُزِّعَتْ جميعُ غرفِ الطّابق الثّاني في الأجنحةِ الأربعةِ على مستويَين؛ المستوى السُّفليّ فيها يهبطُ بضعَ دَرَجاتٍ، ممّا يَخلِقُ سقفاً مائلاً للغُرَفِ أدناه، وينفتحُ على شرفةٍ خارجيّة. توجَدُ في هذا الطّابق مختبراتٌ رطبةٌ للبحث وقاعةٌ للقراءة وقاعةُ طعامٍ ومَرافِقُها مثل المطبخِ وغرفِ الخدمات الخاصّة.
يحتوي الطّابقُ الثالث على أماكنِ إقامةٍ للباحثين، ومهاجع لطلّاب الدّراسات العُليا المقيمين في المركز، مصحوبةً بدوراتِ مياهٍ وشُرفاتٍ، بالإضافة إلى أربعِ غرفِ استراحة.
أمّا الطّابقُ الأخيرُ أو سقفُ البناء، فيحوي ترّاساً شبه مغطّى.
كل طابق يحتوي على شرفات داخلية مطلة على الفناء المركزي، والذي يقومُ بدورٍ وظيفيٍّ واجتماعيٍّ ومُناخِيّ، بالإضافة إلى تَسهيل الوصولِ والحفاظِ على الاستمراريّة البصريّة.06 كما يحتوي سقفُه على زخرفةٍ تُماثِلُ انعكاساتِ مياه البحر.07
يوفِّرُ تصميمُ المبنى الاستقرارَ الإنشائيَّ في مواجهةِ العواصفِ السّاحليّة القويّة.08 بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يعكسُ صِدقاً في المواد المستخدَمة، حيثُ يتميَّزُ بجُدرانِه الإنشائيّةِ الخام غير المكْسُوَّة (Beton Brut)، والتي تمّتْ معالجتُها بطبقةٍ واقيةٍ شفّافةٍ ضدَّ الرّطوبة، ولكنْ تمّ طلاءُ الهيكل لاحقاً باللّون الأبيض بالكامل.
06 “Archnet > Site > High Institute of Marine Research.”
07 “مبنى مركز الأبحاث البحرية : بمدينة اللاذقية الجمهورية العربية السورية،" عالم البناء، كانون الأول 1983.
08 “Archnet > Site > High Institute of Marine Research.”
01 "المعهد العالي للبحوث البحرية،" لا تاريخ، LINK
02 رغد قبلاوي ودانيا الآغا، "مقابلة مع أ.د.م. برهان طيارة،" مجلة 22، آذار 2015.
03 See “Archnet > Site > High Institute of Marine Research,” n.d., LINK
04 قبلاوي والآغا، "مقابلة مع أ.د.م. برهان طيارة."
05 “Archnet > Site > High Institute of Marine Research.”
06 المصدر نفسه.
07 “مبنى مركز الأبحاث البحرية : بمدينة اللاذقية الجمهورية العربية السورية،" عالم البناء، كانون الأول 1983.
08 “Archnet > Site > High Institute of Marine Research.”