فيلّا شورى
المعمار: نذير شورى
السنة: 1945
المدينة: دمشق، سوريا
استعمال المبنى: سكني
الحالة: مبني
الفريق: مهندس مشرف: منيب الدردري
شُقَّ شارعُ "أبو رمّانة"، أو شارع الجلاء، عام 1945 كجزءٍ من المنطِقة المقترحةِ للتوسُّع العمرانيّ في المخطَّط التنظيميّ التابع لإيكوشار ودانجيه. فقد بدأ يشهدُ الحيُّ بدايةَ ظهورِ منشآتٍ ومبانٍ سكنّيةٍ حديثة، كانَ أحدُها مبنى "فيلا شورى" الذي صدرتْ رخصةُ بنائِه عامَ 1945 بتصميمٍ من المعمار نذير شورى أحد أفرادِ عائلة شورى مالِكِي العقار.
يقعُ المبنى عند تقاطعِ شارعَي الجلاء والمهديّ بن بركة في حيِّ "أبو رمّانة"، عند زاويةٍ مطلِّةٍ على حديقةِ المدفع، ويتموضعُ بشكلٍ يتّسقُ مع صفوفِ المباني السَّكنيّة منخفضةِ الارتفاعِ على كلا الجانبَين المُطلَّين على الشوارع. صُمِّمَ المبنى بشكل مستطيلٍ بسيطٍ ذي حوافّ منحنية يخترقُه جسمُ كتلة الدَّرَج. ويشملُ ثلاثة مستويات؛ القبو والطّابق الأرضيّ والطابق الأوّل.
يمكنُ الوصولُ إلى المبنى مِن خلال المدخلِ الرئيسيّ على الجانب الشماليّ الشرقيّ، مما يؤدّي إلى دَرَجٍ يؤمِّنُ الدخولَ إلى شقّة الطّابق الأرضيِّ. يحتوي كلٌّ من الطَّابقَين الأرضيّ والأوّل على شقّةٍ واحدةٍ تمتدُّ على مساحةِ الطّابقِ بأكمَلِه، وتتشاركُ الشقّتان تصميماً متطابقاً تقريباً. لكّل شقّةٍ مَدخلان؛ مدخلٌ رئيسيٌّ ومدخلٌ ثانويٌّ يُفتَحُ على المنطقةِ اللَّيليّةِ في المنزل. كما تشملُ كلتا الشقّتَين بهوَ دخولٍ صغيراً ومكتباً وغرفَ معيشةٍ وغرفةَ طعامٍ منفصلةً عن غرفِ النّومِ ومنطقةَ خدمةٍ تضمُّ دوراتِ المياه والمَطبخ. بالإضافة إلى ذلك، يتميّزُ كلا الطابقَين بغرفٍ ذاتِ مستوىً وسطيٍّ تعلو منطقةَ الخدمةِ وجزءاً بسيطاً من المكتبِ وشرفتِه، بارتفاع 2.1 متر.
لعل أبرزُ ما يميِّزُ هذا المبنى هو الاستخدامُ الكثيف للأشكالِ الدائريّة في التَّصميم، والتي تَظهرُ في المَساقِط، والشُّرفات الدائريّة، وفتحاتِ النوافذ الشريطيّة التي تنتهي بحوافّ شبه دائريّة. تلتفُّ الشُّرفَة الدائريّة حولَ الحافّة مِن واجهةٍ إلى أخرى، ممّا يخلقُ استمراراً بصريّاً مع المباني المحيطة، بينما تُحافِظُ الفتحاتُ الممتدّة أفقياً على التوازنِ البصريّ مع كتلةِ الدَّرَج الممتدَّة عموديّاً. ينعكسُ وجودُ الطّوابقِ الوسطى في كلتا الشقّتَين على الواجهة، ممّا يعطي انطباعاً بارتفاعاتٍ منخفضةٍ للطّوابق.
غُطِّيَتْ مَناطقُ معيَّنَةٌ من الواجهةِ برشّةٍ بيتونيّة ذاتِ لونٍ قرميديّ، بينما تمَّ إكساءُ مناطقَ أخرى بطينةٍ ناعمةٍ ذاتِ لونٍ أخفّ. ومع ذلك، بسبب تقشُّرِ وتكسُّرِ الإكساء، يَظهَرُ بعضُ الطّوبِ المكشوفِ في الواجهة الشّماليّة. كما يُلحَظُ أنَّ واجهاتِ المبنى خاليةٌ من أيّ عناصر تزيينيّة، وجميعُ النّوافذ الأصليّة تحوي شبكةً من الحديد القرميديّ.
نظراً لخصائصِه الشكليّة المميَّزة والحِرَفيَّة عاليةِ الجودة، غالباً ما يرتبطُ تصميمُ المبنى بمدرسةِ «الباوهاوس» المعمارية. فقد تمّ تصميمُ بعضِ الأثاث والأعمال الحديديّة في الشُّقَق، بما في ذلك سياجُ الدَّرَج الداخليّ، مِن قِبَلِ المِعمار نفسِه.01 ومع ذلك، كان للعديد مِن التعديلات تأثيرٌ سلبيٌّ عليه. على سبيل المثال، استغلالُ وجيبَةِ المبنى في الطّابق الأرضيّ للاستخدامِ التجاريّ، وإضافةُ كتلةٍ جديدةٍ إلى سَطح المبنى.
01 هلا الطرزي، "نموذج لفِيلّا سَكنيّة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين (فِيلّا شورى)" (أطروحة ماجستير، جامعة دمشق ومركز الدراسات العليا لترميم المباني التاريخية والحفاظ على المواقع الطبيعية والأثرية والعمرانية، 2009).
01 هلا الطرزي، "نموذج لفِيلّا سَكنيّة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين (فِيلّا شورى)" (أطروحة ماجستير، جامعة دمشق ومركز الدراسات العليا لترميم المباني التاريخية والحفاظ على المواقع الطبيعية والأثرية والعمرانية، 2009).