جامع الكوثر

المعمار: عبد المحسن قضماني
السنة: 1965
المدينة: دمشق، سوريا
استعمال المبنى: ديني
الحالة: مبني
الفريق: المهندس الإنشائي عدنان شويكي

05 قضماني، مقابلة.

06 في حين أنّ تصميم النوافذ الأصليّ يتضمّن فقط كواسر شمسيّة، قُسمت النوافذُ التي شيّدت في الواقع إلى ثلاثة أقسامٍ أفقياً وشاقولياً بوساطة جوائز بيتونية كبيرة.

07 باسل قضماني، "... وحالةُ الجدران المنحنية بشكلٍ متعاكسٍ تؤمِّنُ الضوء دونَ أن تأتي أشعة الشمس بوجه المصلّين، كما أنّ النوافذ الجنوبية تؤمِّنُ حركةَ حملٍ حراريٍّ لتبديلِ الهواء بشكلٍ تلقائيّ..."، منشور يناقش تصميم جامع الكوثر،11 تشرين الثاني، 2018: LINK.]

يَقعُ جامعُ الكَوثَر في منطقةٍ سكنيّةٍ في حيّ المزّة الذي كانَ حيّاً حديثَ الإنشاء في دمشق، والذي عُرِفَ سابقاً باسم "دمشق الجديدة"، على أرضٍ منحدرةٍ محاطةٍ بأشجارٍ مرتفعةٍ وحديقةٍ جنوباً. المبنى مِن تصميمِ المِعمار السُّوريِّ عبد المُحسِن قضماني بين عامَي 1965 و1968. 01

ويتميَّزُ الجامع بتصميمِه البسيطِ والمجرَّدِ من أيّ عناصر زخرفيّةٍ أو أنماطٍ مرتبطةٍ بالعمارةِ الإسلاميّة المنتشِرةِ في التّصميم التقليديّ للجوامع. علاوةً على ذلك، كان الجامعَ الأوَّلَ في سوريا الذي يعتمِدُ في تصمِيمِه على إطاراتٍ خرسانيّةٍ واسعةِ المجاز. 02

واجَهَ تصميمُ المبنى مقاومةً مِن لجنةِ الجامع بسببِ ابتعادِه عن النّموذجِ التقليديِّ لتصميمِ الجوامع، فهو يتألَّفُ من كتلةٍ مُعقَّدةٍ ترتفعُ 14 متراً فوقَ مستوى الأرضِ في أعلى نقطةٍ لها، مع مئذنةٍ إلى الغرب يبلغُ ارتفاعُها نحوَ 21 متراً. تأخذُ الكتلةُ شكلَ متوازي مستطيلاتٍ ذي قاعدةٍ مستطيلةٍ، وسقفٍ شبهِ منحرفٍ ذي زوايا جنوبيّةٍ ممتدّةٍ نحو الخارج كما ينحدر نحو الشّمالِ متضّمناً فتحةَ سقفٍ دائرية.03

الواجهةُ الشّماليّةُ التي تحتوي على المدخل الرئيسيّ تنحدرُ للخَلف نحو الجنوب، وتسبِقُها مساحةٌ تمهيديّةٌ ترتفعُ بضعَ خطواتٍ، ممّا يسمحُ بإضاءةِ الطّابقِ السِّفليّ. تؤدِّي خطواتٌ إضافيّةٌ إلى منطقةٍ أصغرَ مغطّاةٍ بمظلّةٍ موضوعةٍ بين كتلتَين على جانبَي مدخل الواجهة الرئيسيّة. وبالمثل، تنحدرُ الواجهةُ الجنوبيَّةُ إلى الدّاخل، ويظهرُ فيها المِحرابُ بارزاً إلى الخارج.

وفقاً للمِعمار، صُمِّمَتْ كُتلةُ المبنى لتشبه أيدي المُصلِّين عند النَّظرِ إليها مِن جهةِ الجنوب.04 أمّا بالنسبة للفراغ الدّاخليّ، فقد استُخدِمَت الإطاراتُ البيتونيّة بسبب قدرتِها على الامتداد لمجازاتٍ واسعة. ألغى ذلك الحاجةَ إلى شبكةِ أعمدةٍ قد تمنعُ المصلِّين من رؤيةِ الخطيب، كما هو شائعٌ في المساجدِ التقليديّة، ممّا يسمحُ بمساحةِ صلاةٍ مفتوحة. وفي حين أنَّ الأقواسَ والقِباب ترتبطُ عادةً بأنماطِ العمارةِ الإسلاميّة، يلاحَظُ أنَّ التَّصميمَ لا يتضمَّنُ تلكَ العناصر، حيثُ اعتبَرَها المِعمارُ مجرَّدَ عناصر إنشائيّة تم استعمالُها لتغطيةِ المجازاتِ الكبيرةِ في المباني التّقليديّة.05

01 عمران قضماني، مقابلة بوساطة أرشيف العمارة الحديثة في سوريا، دمشق، 14 شباط، 2021.

02 قضماني، مقابلة.

03 قضماني، مقابلة.

04 باسل قضماني، "أمّا عن فكرة المشروع أو (الكونسبت)... فقد سألتُ والدي رحمَه الله عن سبب اختيارِه لهذا الشّكل فأجابَني: ما هي الصّلاة؟ قلتُ الصّلاة دعاء. قال: وهل تأمَّلتَ شكلكَ وأنتَ رافعُ اليدين للدّعاء؟ قلتُ: لَمْ يخطرْ لي ذلك. قال: تأمّل الواجهةَ الجنوبيّةَ وستجدُ الجواب. ثمّ قالَ لي: يا ولدي، أسوأ ما في حَرَمِ المساجدِ الأعمدةُ التي تقطَعُ الصفوفَ وتمنعُ رؤيةَ الخطيب؛ والإطاراتُ الفراغية تحقّق مجازاتٍ كبيرةً تلغي الأعمدة..."، منشورٌ يناقش تصميمَ جامع الكوثر، 11 تشرين الثاني، 2018: LINK.]

يتكوَّنُ المَسجِدُ من ثلاثةِ مستوياتٍ: مستوى سُفليّ تحت الأرض، ومستوى أرضيّ رئيسيّ، وطابقٌ وسطي. يمكن دخولُ المبنى عند المستوى الرئيسيّ من خلال المدخلِ الرئيسيّ على الجانب الشّماليّ، أو مِن المدخل الثّانوي على الواجهة الغربيّة من المستوى السّفليّ. يحتوي هذا المستوى على شبكةٍ مِن الأعمدةِ تحملُ سقفَه على عكس القاعة الرئيسيّة. يطّلُ الطّابقُ الوسطيُّ على قاعةِ الصلاةِ الدّاخلية الرئيسيّة ويُحمَلُ بصفٍّ واحدٍ مِن الأعمدة بالقرب مِن المدخل، وهو صفُّ الأعمدةِ الوحيدُ الموجودُ داخلَ قاعةِ الصّلاةِ الرئيسيّة في الجامع. يُضَاءُ المستوى السُّفليُّ بوساطة نوافذَ مِن جميعِ الجوانب فضلاً عن الطّابقِ الرئيسيِّ المرتفِعِ. الواجهاتُ الغربيّةُ والشّرقيّةُ متطابقةٌ، مع نوافذَ كبيرةٍ مزوَّدةٍ بكواسر شمسٍ عموديّة.06 كما تشتملُ الواجهةُ الجنوبيّةُ على صفٍّ من خَمْسِ نوافِذَ أفقيَّةٍ في الجزء العُلويّ. وفي التَّصميمِ الأصليّ، كانت المئذنةُ مشكَّلةً من امتدادٍ لمَسقَط مستطيل وتحتوي على فتحةٍ طويلةٍ تضيقُ نحوَ الأسفل.

تمّ إنشاءُ المَسجِدِ بوساطة الخرسانة البيتونية المسلَّحة مع رشّةٍ بيتونيّة للإكساء. وفقاً للمِعمار، فإنّ تصميمَ الجدرانِ الشّماليّة والجنوبيّة يعزّزُ الأداءَ الإنشائيَّ للمبنى، ممّا يقلِّلُ مِن كميّةِ وتكلفةِ التّسليح المعدنيّ. بالإضافة إلى ذلك، أشارَ المِعمارُ إلى أنّ الشكلَ الهَرَمِيَّ للمبنى يُلغِي تأثيرَ الصّدى داخلَ قاعةِ الصّلاة. كما تَسمحُ الجدرانُ ذاتُ المَيل المعاكِس بدخولِ ضوءِ الشّمس غيرِ المباشر إلى مساحةِ الصّلاة، دونَ أنْ تؤثِّرَ أشعةُ الشّمسِ المباشرةُ على المُصلّين، بينما تُوفِّرُ النّوافِذُ الجنوبيّةُ دَورَاناً هوائيّاً بسببِ الكتلِ المختلفةِ للهواء.07

لم يتمّ بناءُ المسجدِ كما صُمِّمَ، فعلى سبيل المثال، استُبدِلَ بالتّصميم الأصليّ للمئذنةِ كُلّياً تصميمٌ مختلفٌ أكثرُ تطابقاً مع النمط التقليديّ في تصميمِ المآذن، فكانَ غريباً على تصميم الجامِع نفسِه.08 بالإضافة إلى الاختلافاتِ الظّاهرة في أشكال النّوافذ وأحجامِها وبعضِ المشكلات التنفيذيّة. ومع ذلك، يصفُ المؤرِّخُ الدكتور قتيبة شهابي المئذنةَ المنفَّذَة بأنّها "مئذنةٌ على الطّراز الحديث"09.

08 بناءً على مخطّطات التّصميم الأصليّ

09 قتيبة شهابي، مآذن دمشق: تاريخ وطراز (دمشق، الجمهورية العربية السورية: وزارة الثقافة، 1993).

01 عمران قضماني، مقابلة بوساطة أرشيف العمارة الحديثة في سوريا، دمشق، 14 شباط، 2021.

02 قضماني، مقابلة.

03 قضماني، مقابلة.

04 باسل قضماني، "أمّا عن فكرة المشروع أو (الكونسبت)... فقد سألتُ والدي رحمَه الله عن سبب اختيارِه لهذا الشّكل فأجابَني: ما هي الصّلاة؟ قلتُ الصّلاة دعاء. قال: وهل تأمَّلتَ شكلكَ وأنتَ رافعُ اليدين للدّعاء؟ قلتُ: لَمْ يخطرْ لي ذلك. قال: تأمّل الواجهةَ الجنوبيّةَ وستجدُ الجواب. ثمّ قالَ لي: يا ولدي، أسوأ ما في حَرَمِ المساجدِ الأعمدةُ التي تقطَعُ الصفوفَ وتمنعُ رؤيةَ الخطيب؛ والإطاراتُ الفراغية تحقّق مجازاتٍ كبيرةً تلغي الأعمدة..."، منشورٌ يناقش تصميمَ جامع الكوثر، 11 تشرين الثاني، 2018: LINK.]

05 قضماني، مقابلة.

06 في حين أنّ تصميم النوافذ الأصليّ يتضمّن فقط كواسر شمسيّة، قُسمت النوافذُ التي شيّدت في الواقع إلى ثلاثة أقسامٍ أفقياً وشاقولياً بوساطة جوائز بيتونية كبيرة.

07 باسل قضماني، "... وحالةُ الجدران المنحنية بشكلٍ متعاكسٍ تؤمِّنُ الضوء دونَ أن تأتي أشعة الشمس بوجه المصلّين، كما أنّ النوافذ الجنوبية تؤمِّنُ حركةَ حملٍ حراريٍّ لتبديلِ الهواء بشكلٍ تلقائيّ..."، منشور يناقش تصميم جامع الكوثر، 11 تشرين الثاني، 2018:

08 بناءً على مخطّطات التّصميم الأصليّ

09 قتيبة شهابي، مآذن دمشق: تاريخ وطراز (دمشق، الجمهورية العربية السورية: وزارة الثقافة، 1993).

Scroll to Top