كلية الحقوق في جامعة حلب

المعمار: محمد سمير مدرّس
السنة: 1963
المدينة: حلب، سوريا
استعمال المبنى: تعليمي
الحالة: مبني
الفريق

أُنشِئَتْ كُليّةُ الحقوق في جامعةِ حلب بموجب المرسوم رقم 18 لعام 1961، وأُوْكِلَ بتصميمِها المِعمارُ سمير المدرّس بين عامَي 1960 و1963 بعد فوزِه بالجائزة الأولى للمسابَقة المخصَّصة لتصميمِ الكليّة.01 في وقتٍ لاحق، تمَّ وقْفُ قبولِ الطُّلاب عام 1967 وشَغَلَتْ كليّةُ الآدابِ المَبنى. أُعيْدَ افتتاحُ كُليّةِ الحقوق في عام 1981، واستُؤنِفَت الدُّراسةُ في المبنى نفسِهِ في العام الدراسيّ 1981-1982 حيث تستمرُّ حتى اليوم.

يقعُ مبنى الكليّة على مرتَفَعٍ غَربِيّ مدينةِ حلب، في القسم الشرقيّ مِن مجمّعِ كليّاتِ جامعة حلب غربَ المدخلِ الرئيسيّ للجامعة، وبمساحةٍ إجمالية تبلغُ 10000 مترٍ مربَّع.02

01  محمد سمير المدرس، "مشروع بناء كلية الحقوق بمدينة حلب،" المهندس العربي، تشرين الأول 1963، 34.

02  المصدر نفسه.  

يتَّسقُ المبنى عمرانيّاً مع مبنى إدارةِ الجامعة شمالَهُ، ويمتدُّ هذا الاتّساقُ إلى مبنى كليّة الطبِّ شرقاً، الذي شاركَ في تصميمِه المدرّس مع المِعمار أحمد عدنان إخلاصي. تُشكِّلُ الكتلُ معاً استمراريةً عمرانيّة تحصرُ ساحةً مفتوحةً. كما يُطِلُّ المبنى على مستشفى حلب الجديد.

يتكوّنُ المبنى من وحدتَين:

الوحدة الأولى - أو مبنى القاعات الدّراسية – تتكوَّنُ مِن كتلةٍ ضيّقة وطويلة ممتدّة بشكلٍ مقوَّسٍ بحيث تتماشى مع الخطوط الطبيعيّة للأرض، وتمتدُّ أمامَها حديقةٌ أماميّةٌ منحدرةٌ نحو المدخلِ الرئيسيّ للجامعة باتجاه الشّمال والشّرق. يتألَّفُ المبنى من ثلاثةِ طوابقَ، يقعُ طابقُه الأرضيُّ على مستوى القاعات الدنيا في الوحدة الثانية، ونتيجةً لميل الأرض تُرِكَ أكثرُ مِن نصفِ هذا الطَّابقِ مفتوحاً على شكلِ باحةٍ مغطَّاةٍ تُطِلُّ على المدينة محمّلةٍ على أعمدةٍ.

أما الوحدة الثانية فتحتوي على القاعات التدريسية، وتتميز بإطارات هيكلية مكشوفة وسطح مقعر يمنحها شكلها الهلالي عند النظر إليها من الواجهة. ينتج عن تموضع الكتلتين، حيث أن الوحدة الثانية محاطة جزئياً بالوحدة الأولى الطويلة، تباين في تشكيل الواجهة العامة. تتصل الوحدتان فقط من خلال بهو واسع يقع بينهما.


يحتوي الطّابقُ الأوّل مِن الوحدة الأولى على جناحِ الإدارة والقاعات الدّراسيّة، يفصلهُما بَهْوٌ واسع. كما يحتوي على مكتبِ العَميد وغرفِ الاجتماعاتِ والمكتبةِ مع قاعةِ القراءة الملحَقَة به. جميع ُالقاعات تُطِلُّ على الجنوب الغربيّ، أمّا الممرّاتُ فتطلُّ على الحديقة الأماميّة. كما تقعُ المُدَرَّجاتُ العليا في الوحدةِ الثانية على مستوى الطابقِ الأوَّلِ من الوحدة الأولى، وتتّصلُ بالقاعاتِ السفليّة مِن خلالِ دَرَجٍ عريضٍ يقعُ في منتصفِ القاعة التي تَربطُ الوحدَتَين. لاستيعابِ العدد الكبير من الطلّاب، تحوي القاعاتُ مداخلَ واسعة، ممّا يسهِّلُ الدّخولَ والخروج.

يتألَّفُ مبنى الكليّة من تشكيلاتٍ بسيطةٍ عموماً، وقد أُخِذَ شكلُ التّضاريس الطبيعيّة للأرض بالاعتبار في وقتٍ مبكّرٍ من عملية التَّصميم،03

03  المصدر نفسه.

فنتجَ عنه شكلُ المَسقَط المقوَّس بحيثُ يتفادى التصميمَ الرَّتيبَ والمَمرّات الطَّويلة. كما أنتجَ التعاطي الجيُّدُ مع الأرضِ تأمينَ اتّصالٍ بصريٍّ بين أقسامِ المبنى جميعِها؛ فالطلّابُ المتمركزون على جانبٍ واحدٍ من المبنى يستطيعونَ رؤيةَ جميع أقسامِه بسببِ انحنائِه. علاوةً على ذلك، يوفِّرُ التصميمُ بموقعِه المرتفِع إطلالاتٍ من المبنى على المدينة خلفَ الحديقة.

تمّ التحكُّمُ بالضّوء الطبيعيّ في القاعات الدّراسيّة من خلال تركيبِ كاسراتِ شمسٍ عموديّةٍ على النّوافذ، كما أنَّ غُرَفَ الأساتذةِ مظلَّلةٌ بالشّرفات. مِن ناحيةٍ أخرى، تمّ الاعتمادُ على الإضاءةِ الطبيعيّة غير المباشرة لإنارةِ المدرَّجات، حيثُ تتمُّ إنارةُ المدَّرجاتِ العُليا من الأعلى، أمّا المدرَّجاتُ في الطّابق الأرضيّ فتسمتدُّ إضاءتَها مِن الجوانبِ عبر كاسراتِ الشَّمس العموديّة.

اعتَمَدَ إكساءُ المبنى على الطِّينةِ الإسمنتيّة البيضاء المَطروقة بالبوشاردة لإضفاءِ مظهِر الحَجَر المنحوت.

كما تمَّ بناءُ هيكلِ المبنى باستعمالِ الخرسانة المسلَّحة، حيث تتكوَّنُ أَسقفُ الفصول الدراسيّة والأقسام الإداريّة مِن بلاطاتٍ إسمنتيّةٍ مسلَّحةٍ مع البلوك المفرَّغ بسماكةِ 41 سنتيمتراً محمولة على جوائز إسمنتيّةٍ مخفيّة. أمّا بالنسبة لقاعاتِ المحاضرات، فقد تمّ استخدامُ الإطارات الخرسانيّة المسلَّحة، حيث يتكوَّنُ كلُّ إطارٍ من 11 عنصراً. وتمَّ استخدامُ طريقةِ "هاردي كروس" Hardy Cross لحساب العُزوم في الهَيكل، وتمّ تحليلُ ردودِ الفِعل عن طريقِ فكِّ أجزاءِ الإطارِ عند نقاطِ الانعطافِ وإجراءِ توازنٍ ثابتٍ لكلِّ جُزءٍ على حِدَة. كما تمَّ تقسيمُ المبنى إلى ثمانيةِ أقسامٍ إنشائيّة، يتراوحُ طولُ كلِّ قسمٍ منها بين 25 و35 متراً لتلبيةِ الاعتباراتِ المِعماريّة.

نتيجةً لاتّباعِ التَّصميمِ الخطوطَ الطبيعيّة للأرضِ، قُلِّلَتْ عَملياتُ الحَفْرِ والرّدْمِ في الموقع الصَّخريّ، ممّا قلَّلَ من التّكلفة الإجماليّة للمشروع، حيثُ بلغتْ التَّكلفةُ حوالي مليون وسبعمائة ألف ليرة سورية (حوالي 420,000 دولار).04

04  المصدر نفسه.

01  محمد سمير المدرس، "مشروع بناء كلية الحقوق بمدينة حلب،" المهندس العربي، تشرين الأول 1963، 34.

02  المصدر نفسه.  

03  المصدر نفسه.

04  المصدر نفسه.

Scroll to Top