المجلسُ النِّيابيُّ السُّوريّ

المعمار: غير معروف
السنة: 1932 – 1954
المدينة: دمشق، سوريا
استعمال المبنى: حكومي، عام
الحالة: مبني
الفريق: الحِرَفيّ: محمد علي الخياط «أبو سليمان الخياط»

07  العقد الضام يرسم من أربعة مراكز، إثنان على حطّ فتحته واثنان من خارجه. بينما العقود ثلاثية الفصوص فتتألف من ثلاث أقواس متصلة. (قتيبة شهابي، زخارف العمارة الإسلامية في دمشق (دمشق، الجمهورية العربية السورية، وزارة الثقافة، 1996)، 218-219.)

08  القمريّة هي فتحة صغيرة في أعلى الجدار تشبه البدر في استدارتها. (المصدر نفسه، 281.)

09  The Muqarnas (or Stalactite) consists of a group of small alters and dents that are interconnected, arranged, and stacked in carefully studied patterns.  [Ibid, 327.]

10  الأبلق تسمية تطلق على مداميك الألوان المتناوبة. (المصدر نفسه، 15.)

أُنشِئَ مَبنى المجلسِ النّيابيِّ السُّوريِّ على أنقاضِ أوّلِ دارِ سينما في مدينة دمشق، سينما "جناق قلعة"،01 وقد تمَّ الإنشاءُ على عدّةِ مراحل بين عامَي 1932 و1954، فقد تعرَّضَ المبنى للقَصفِ مِن الانتدابِ الفرنسيّ في عام 1945؛ الأمرُ الذي دمّرَ الكتلةَ الأولى والأقدَمَ فيه. يعرضُ المبنى طرازاً مِعمارياً يمثّلُ محاولاتٍ مبكرةً لتشكيلِ "طراز عربيٍّ حديث"،02 وهو طرازٌ استعملتْهُ وزارةُ الأشغالِ العامّة في الدولة السورية الحديثة مراراً في المباني العامّة في تلك الفترة. ويتميّزُ بعناصرَ تزيينيّة وأنماطٍ مستعارةٍ من عناصرِ العمارة التقليديّة المحليّة.

يقعُ المبنى في وَسَط دمشق، عند تقاطُعِ شارعَي الصالحيّة والعابد، ويحتلُّ قطعةَ أرضٍ تغطّي مساحةَ 5600 مترٍ مربَّع، مع مساحةٍ غيرِ مبنيّةٍ مخصَّصةٍ للحدائقِ والباحات.

يتكوَّنُ المبنى من ثلاث كتلٍ مترابطة، تُمثِّلُ كلٌّ منها مرحلةَ بناءٍ مختلفةً، ترتفعُ في وَسَطها قبّةٌ تشيرُ إلى قاعةِ الاجتماعاتِ الرئيسيّة. تؤدّي ثلاثةُ مَداخل إلى المبنى، اثنان منها متناظران في شرقِ وغربِ الكتلة الشّماليّة الغربيّة، والمدخلُ الثّالث في الكتلةِ الجنوبيّة الشرقيّة.

01  رشيد جلال, قصة السينما في سورية, تحقيق صلاح دهني (دمشق: المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, 1963).

02  “بناء مجلس النواب السوري،” مجلة نقابة المهندسين، كانون الثاني 31، 1955، 5.

تمَّ تشييد المبنى على مراحل متعدِّدة.

فلقد تمّ تشييدُ المبنى الشّماليِّ الغربيّ بدايةً في عام 1932، ويضمُّ قاعةَ اجتماعاتٍ تبلغُ مساحتُها 200 مترٍ مربَّعٍ كانتْ تُعقَد فيها جلساتُ مجلسِ الشَّعبِ من عام 1932 إلى عام 1954. ويشملُ أيضاً ستّةَ مكاتب في الطّابق الأرضيّ وثلاثةَ مكاتب في الطّابق الأوّل.03 تعرّضَ هذا القِسمُ للقَصفِ الفرنسيّ عام 1945 ممّا أدّى إلى تضرُّرِه وتدميرِ قاعةِ اجتماعِ النُوّاب، وقد أشرفتْ شركةُ "نظريت يعقوبيان" للمقاولات على عمليةِ إعادةِ ترميمِ وبناء المجلسِ بعد القصف.04

بُنِيَتْ الكتلةُ الوسطى في عام 1945 بتوجيهٍ من السيّد سعد الله الجابري، رئيس المجلس في ذلك الوقت، مِن أجلِ استيعابِ عددٍ أكبرَ من أعضاء البرلمان. امتدَّ العملُ في تنفيذِ أعمالِ الزِّينة سبعَ سنواتٍ، بعدَها عُقِدَتْ أوَّلُ دورةٍ لمجلسِ الشَّعبِ في هذا القِسم المُنْشَئِ حديثاً في عام 1954. يتضمّنُ هذا القِسمُ قاعةَ اجتماعاتٍ أكبرَ للمجلس مع شرفاتٍ على مستويَين وممرّاتٍ تحيطُ بالقاعة الكبيرة التي تتّسعُ لـ 140 مقعداً لأعضاء المجلس، بالإضافة إلى المقاعد المخصَّصَةِ لمجلس الوزراء. تتّسعُ الشُّرفاتُ لـ 300 مقعدٍ للزُّوار، مع شرفةٍ واحدةٍ مخصَّصَةٍ لرئيس الجمهوريّة، وواحدةٍ لمسؤولي الدَّولة، والأخرى للصّحفيِّين.05

03  الكتلة (آ) في الموقع العام.

04  عمر المالكي، “‘البرلمان السوري’ أيقونة عمرانية جميلة،” Esyria، آب 7، 2011، LINK

05  الكتلة (ب) في الموقع العام.

06  الكتلة (ج) في الموقع العام.

أمّا الكتلةُ الجنوبيّة الشرقيّة فقد كانَ إنشاؤها استجابةً لعدمِ قدرةِ الكتلةِ المنفَّذَة بدايةً على استيعابِ عددِ موظَّفِي المجلسِ والمسؤولين، ونُفِّذَتْ في عام 1947 بأمرٍ مِن السيّد فارس الخوري، رئيس مجلس النوّاب آنذاك، وتشمل سبعةَ مكاتبٍ في كلِّ طابق.06

تُقَدِّمُ الواجهةُ الرئيسيّةُ تناظراً واضحاً، حيث تَعلُو فيها الكتلةُ - ذاتُ القبّةِ في المنتصفِ - المداخلَ الرئيسيّةَ على الجانبَين اللَّذَين يعلوهُما قوسٌ كبيرٌ محمولٌ على ركائز مزخرفةٍ، يليه تراجعٌ يحوي المدخلَ الرئيسيَّ المؤطَّر. تمَّتْ استعارةُ العديد مِن العناصر التَّزيينيّة من العمارة التقليديّة؛ مثل النوافذ ذات العقود الضامّة وثلاثيّة الفصوص،07 والقمريّات،08 و المُقرنَص،,09 و الأبلق.10

زُيِّنَ السَّطحُ الدّاخليُّ للقبَّةِ، في جزئِها السفليّ، برسوماتٍ فسيفسائيّة منسوخةٍ من تلك الموجودة في المسجد الأمويّ، كما صُمِّمَتْ نوافذُها على الطِّراز العبّاسيِّ، وأضيفتْ مُقرنَصاتٌ من الجبس في نقطةِ التقاءِ القبّة بأعمدتِها الحاملة. كما تحتوي على ثريّا كبيرة على الطّراز الأندلسيّ يبلغُ ارتفاعُها أربعةَ أمتارٍ ويقيسُ قطرُها مترَين ونصف.

بُنِيَتْ جميعُ الجدران الخارجيّة باستخدامِ الحجر النّاعم الأبيض المستَخرج مِن مقالِع تلفيتا (25 كيلومتراً من دمشق) مع الأحجار السّوداء من قرية دير علي (17 كيلومتراً من دمشق)، المستَخدَمة في بعض المداميك الحجريّة. كما استُخدِمَ الرّخامُ الأصفرُ من قرية عين التّينة (50 كيلومتراً من دمشق) في بعض التزيينات.11

11  “بناء مجلس النواب السوري."

أمّا إكساءُ الجدران الداخلية للقاعة الرئيسيّة فهو مِن الخشب المحفور، بينما القبّةُ مكسوَّةٌ بخشبِ الجوز والسَّرو وخشبِ الرّوميّ. كانتْ الثريّا مصنوعةً أيضاً من خشب الجَّوز، أمّا النوافذُ فصُنِعَتْ من الجبصين والزجاج الملوَّن. بالإضافة إلى ذلك، تمّ استخدامُ الرّخام الملوَّن للأرضيّات. 

أُنشِئَتْ جميعُ الجدران في هيكلِ المبنى من الحجر مع المونة الإسمنتيّة. استُخدِمَتْ الجدرانُ الخرسانيّة المسلَّحة فقط لدعمِ الشّرفات ونَقْلِ الحمولة إلى الجدران. تمّ بناءُ الأسقفِ، باستثناءِ سقف القاعة الرئيسيّة المغطّاة بقبّة، باستخدامِ جسورٍ خرسانيّة مسلَّحة. ونظراً للطبيعة الصّلبة لأرضِ الموقع، تمَّ استخدامُ الخرسانة دون تعزيزٍ معدنيٍّ في الأساسات.

بالإضافة إلى ذلك، تمّ تجهيزُ المبنى بأكمَله بأنظمةِ التدفئة المركزيّة والكهربائية والهاتف، مع مَرافقَ ميكانيكيّةٍ تقعُ أسفلَ القسمِ الجنوبيّ الشّرقيّ في القبو.12

12  المصدر نفسه.

01  رشيد جلال, قصة السينما في سورية, تحقيق صلاح دهني (دمشق: المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, 1963).

02  “بناء مجلس النواب السوري،” مجلة نقابة المهندسين، كانون الثاني 31، 1955، 5.

03  الكتلة (آ) في الموقع العام.

04  عمر المالكي، “‘البرلمان السوري’ أيقونة عمرانية جميلة،” Esyria، آب 7، 2011، LINK

05  الكتلة (ب) في الموقع العام.

06  الكتلة (ج) في الموقع العام.

07  العقد الضام يرسم من أربعة مراكز، إثنان على حطّ فتحته واثنان من خارجه. بينما العقود ثلاثية الفصوص فتتألف من ثلاث أقواس متصلة. (قتيبة شهابي، زخارف العمارة الإسلامية في دمشق (دمشق، الجمهورية العربية السورية، وزارة الثقافة، 1996)، 218-219.)

08  القمريّة هي فتحة صغيرة في أعلى الجدار تشبه البدر في استدارتها. (المصدر نفسه، 281.)

09  المقرنص حلية معمارية تتالف من مجموعة من المحاريب والحنايا الصغيرة المتراكبة بصفوف مدروسة التوزيع والتجميع. (المصدر نفسه، 327.)

10  الأبلق تسمية تطلق على مداميك الألوان المتناوبة. (المصدر نفسه، 15.)

11  “بناء مجلس النواب السوري."

12  المصدر نفسه.

Scroll to Top