ضريح وساحة العقيد عدنان المالكي

المعمار: وهبي الحريري
السنة: 1957
المدينة: دمشق، سوريا
استعمال المبنى: عام
الحالة: مبني
الفريق: المنحوتات: الفنان أكرم الشوّا والفنان محمد فتحي قباوة

صُمِّمَ كلٌّ مِن ضريحِ وساحةِ العقيد عدنان المالكي في عام 1957، كنُصُبٍ لتلك الشخصيّة العسكريّة السوريّة البارزة عقب اغتياله في عام 1955. قام بالتّصميم المِعمارُ والفنانُ السوريّ وهبي الحريري، كما ضمّ أعمالاً نحتية للنّحات أكرم الشوّا والفنّان محمد فتحي قباوة.

يقع الضريح في مدينة دمشق، في حديقةٍ منحدرةٍ محاطةٍ بالمباني السكنيّة، عند نهاية شارع عدنان المالكي المتصّل عند نهايته الأخرى بساحة الأمويّين. تحتوي الحديقة، في الجانب الشماليّ الشرقيّ المرتفِع، على التّربة العادليّة البرّانية، وفيها الضريح الأثري للسُّلطان المملوكيّ زين الدين كتبغا.01 كما يمرّ نهر يزيد، أحد أفرع نهر بردى، من قسمها السفليّ، موازياً للشارع.

يتكوّن المشروع من الساحة الرئيسيّة المحاطة بالدوّار المروريّ وبمنتصفها تمثالُ العقيد عدنان المالكي، مرفقةً بساحةِ وكتلةِ الضّريح ورِواقها المتصدّر، والمتحف المندمج في المنحدَر خلفه. 

01  قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (دمشق، الجمهورية العربية السورية: وزارة الثقافة، 1995).

تُحاطُ تلك الكتلةُ بحديقةٍ ممتدّة على جانبَيها، ويبرز هيكل الضريح كما لو كان منحوتاً داخل المنحدَر ضمن الارتفاع الواقع بين منسوبَي الأرض دون أن يتجاوز في ارتفاعه الضّريح الأثري، كاشفاً في المستوى السفليّ رواقاً عالياً ذا شكلٍ نصفِ دائريٍّ ومتوَّجاً بسياجٍ مكمِّلٍ للكتلة، يحوي ساحةً مفتوحةً في المستوى العُلويّ. والرِّواقُ محمولٌ على ثَماني ركائزَ مستطيلةٍ وكبيرة وتبرز قليلاً عن خلفيتها، محيطةً بساحة دائرية صغيرة منغمسة، تحتوي على نُصُبٍ رخاميٍّ في مركزها. تمتدُّ هذه الساحة باتجاه الشارع السفليّ لتشكّل فراغاً مفتوحاً وواسعاً يغطّي نهر يزيد جزئياً ويفصل بين الضّريح والدوّار.

يمكن الوصول إلى الضّريح من المستوى العُلويّ عن طريق أدراجٍ على كلا جانبَيه تربطُه بالجزء المرتفع من الحديقة، أو من الشّارع أدناه عبر الفراغ المفتوح وإلى نصف الدائرة الواصلة إلى المتحف. يمكن الدّخول إلى المتحف عن طريق بابَين على جانبَي الرِّواق، حيث يحتوي على غرفتَين يفصل بينهما بهو. تحتوي الغرفةُ الشرقية على طاولةٍ وسِجلٍّ للزائرين تُدَوَّنُ فيه الزيارات، ومكتبة صغيرة فيها بعضٌ مِن كُتبِ ووثائقِ المالكي. أمّا الغرفة الأخرى، فمعروضٌ فيها زيُّه العسكريّ والسّلاح الذي اغتيل بوساطته ونصفُ تمثالٍ له وصورٌ من حياته.

قبل اعتماد الموقع الحالي للمشروع، كان مخطَّطاً إنشاؤه في موقعٍ مختلف؛ في مقبرة المهاجرين القديمة، حيث كان التصميم السابق بارزاً ومنبثقاً من الأرض بارتفاعٍ كبير وأساسٍ قويّ. ولكنْ نظراً لقيود الموقع المقتَرَح سابقاً، كمساحته الصغيرة وطبيعته المنحدرة، تمّ نقل المشروع إلى موقعه الحالي.02

وفقاً للمِعمار، أسفرت الدّراساتُ الأوّلية عن بعض الأهداف التّصميميّة للمشروع. كان الهدفُ الأوّلُ يقتضي إنشاءَ مَداخلَ ومساحاتٍ على أطرافِ الضّريح تُسهِّلُ حركةَ الزُّوّار، والثّاني كان تضمينَ الضريحِ بعضَ المظاهر التي استُشهِدَ في سبيلها العقيدُ عدنان المالكي، لملاءمة المناسبات التي قد تُقام في هذا الضّريح والتي قد تتضّمن إلقاء الخُطَب واستعادة الذّكريات. والثالث كان ربطَ التّصميم بالأرض التي سيتمُّ بناؤه عليها. حيث استُؤنفَت الدّراساتُ التّصميميّة بالتركيز على «الفكرة والمادة والمكان» إضافةً إلى مراعاة طبيعة الأرض والاختلاف في الارتفاع بين زواياها، مما أدّى إلى خلق تصميمٍ نصفِ دائريّ يتمَحور حول الضّريح.03

02 وهبي الحريري، ضرح الشهيد عدنان المالكي، المهندس العربي، حزيران 1961.

03 المصدر نفسه.

04 المصدر نفسه.

تمّ تصميمُ كلٍّ من أشكال الدّرجات والقواعد التي تحمل الأعلام ومواقعِ الرّكائز بعنايةٍ لخلقِ تكاملٍ فنّيٍّ متناغِمٍ يلائم الموضوع.04 كما أن جميعُ الكتل القائمة في المشروع مكسوَّةٌ بالحجر الأبيض النّاعم. أمّا أرضيّة ساحة الضريح فتمّت تغطيتُها بأرضيّاتٍ حجريّةٍ خشنةٍ بيضاء ذات مساحةٍ كبيرة متموضعةٍ باتّجاهٍ عموديٍّ على الشارع، وبين القطعة والأخرى توجد فواصلُ حجريّةٌ ضيقةٌ سوداء. تم استيراد مواد البناء من عدّة بلدانٍ عربيّة؛ فالحَجرُ الأبيض من رعيد في لبنان، وحجَرُ القَبر من مقالعِ أسوان في مصر.

قام النّحات أكرم الشوّا (1926–2010) والفنّان والنّحات محمد فتحي قباوة (1917–1958)، الذي لم يتمكّن من إكمال عمله بسبب وفاته في عام 1958، بتنفيذ تمثالِ العقيد في منتصف السّاحة وبعضِ التماثيل الداخلية الأخرى.

01  قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (دمشق، الجمهورية العربية السورية: وزارة الثقافة، 1995).

02 وهبي الحريري، ضرح الشهيد عدنان المالكي، المهندس العربي، حزيران 1961.

03 المصدر نفسه.

04 المصدر نفسه.

Scroll to Top